الخطأ الأولْ

لدينا كُلُّ شيء يا حبيبتيْ موتٌ في الخارجْ شوقٌ شرهْ شهواتٌ مسجونةْ سببٌ للغيابْ و الكثيرْ من الكذبْ لندركَ أنّ الحبَّ القادمْ ما هو إلا انعكاسات ذاكْ الخطأ الجميلْ، خطأ ابتسامكِ ليْ في ذاكَ المقهىْ.

اللا شيء

الثالثةْ و إحدى عشرةَ دقيقةْ بعدَ الفجرْ. كتبَ لها من إحدى اسفارهِ المعتادةْ : وصلتُ احدى عتباتِ الضياعِ المُضنيْ، لا تستيقظيْ. رائحةُ الطريق البعيدْ تأكلنيْ و انتِ تكرهينَ الطريقْ، لا تستيقظيْ. قلوبنا المُلحّة قد أكلتها المسافاتْ، لا تستيقظيْ. استيقظَتْ-فهيْ تحبّهُ أكثرْ- لَمْ تغلق هاتفها الصغير كقلبها، خوفاً عليهْ. كانتْ تعرفْ أنّه طفلٌ بما يكفيْ ليضلَّ…

هكذا ولدتُ

عِنْدَ ولادتيْ لمْ يضيؤوا ليْ أيّ شئْ لا بخور مُقَدَّس، لا أضواءَ ميلادْ و لا شموعَ عطرٍ لا عنبرْ ولا قِرفةْ ولا عشبٌ مُندّىْ ولدتُ بالعدمْ بلا طقوسَ سرّيةْ ولدتُ ذكراً، تمامَ العُريّ لا فراغَ حَملنيْ لا اسماً أو هويّة صرختُ البدايةْ، مُحتسياً شهقة الحياةْ الأولىْ مُبشّراً بالولادةْ بكيتْ وبكيتْ، ففرحوا بنرجسيّة وليسَ مُصادفةً سمُيتُ تيّمُناً…

الوحيدونْ

الوحيدونْ اكثر سعادةً فهمْ لا يذكرونَ أسماءهمْ -لا يذكرونَ تاريخَ اليومْ -يكتفونْ بالألفيّة فقط لا ينتظرونَ أحداً و لا احد ينتظرهمْ يتآمرون على الحياةْ -و يخذلونَ التوقعاتْ – كل ما هو مخطط مُسبقاً .لا أعيادَ تشغلُهمْ، أو قواعدْ -هم اصحابُ تفاصيل لا منطقيةْ -عليكم ان تعرفوا فنوع نبيذ واحدٍ، لا يكفيْ صورٌ ممزقة عَنْ ماضٍ…

ْالسرير

اسْتلقيا على السريرْ الباردْ، صامتٓينْ وضعا الموتٓ بينهُما، خوفاً من حضورهِ المُفاجئْ، وهلعاً من غيابِ الآخرْ. موسيقى المدافعْ تعزفُ احتفالاً -لا أعلمْ تعزفُ فقطْ- وهما لا ذاكرةٓ لهُما عَنْ الحبْ ولا تفاصيلْ، لهُما فقطْ المدينةْ بخرابِها الأخيرْ. لا نورٓ أيضاً، سرقوهُ من عيونهمْ، وتركوا لهمْ الحُب سلعةْ، ليحتفلوا مُنهكينْ. يتبادلانِ الجسدْ، القليلْ من الكلامْ البذيئ،…

لا حبيبة ليْ

لديّ سرٌ صغيرْ سرٌ يكتُبنيْ كُلّ ليلةْ لا حبيبةَ ليْ أكتبُ عنها. فأنا أحمقٌ يفكرُ بأصابعهِ أحمقٌ ينتظرُ شيئاً ما ليحدثْ، ليكتبَ عنهُ و يقتلَ بهِ وحدتهُ. أحمقٌ يكتبُ في كُلّ مكان، في الطريقْ، التكسي و على طاولة المقهى الكئيبةْ أحمقٌ لا ينتميْ لأيّ شئ، لا أرضْ، لا عائلة، لا آلهةْ و لا معتقداتَ فلسفيّة.…

دراما

عندَ الغيابْ لكي لا تنتظرَ وحيداً، ضعْ ثلاث شتّات اسبريسو بكوبٍ واحد أمزجهُ مع القليل من النبيذْ خمسةَ سغائر بالساعة أقرأ كتاباً مقلوباً موسيقى جنائزية حزينة تنعيْ غيابها و صفنةٌ أزلية بجدارٍ ابيض كئيبْ عندما تغيبْ، عليك بوصفة الانتظارْ الدراميْ .كي تُصدّق انا غيابها كارثيْ و تكتبْ

أمنياتْ

في الأيامْ التي لا وجهَ لها، عندما يحلُّ الليلْ كمنْ ينتظرُ مُعجزةً ما أقرأُ صلاةَ أمنياتيْ المكتوبةْ على الجدارْ، منذ عامٍ و حربْ: ١- تجديد جواز السفر السوريْ ٢- عدّة رسمْ جديدة، مقلّدة ٣- ماكينة اسبريسو مستعملة ٤- عندما تلقاها مُجدداً، اعتذرْ ٥- العمل على تخفيف حدّة التوحُّد ٦- إجازة طويلة من كُلّ شئ ٧-…

صلاةْ

هيْ كالصلاةْ نسقطُ فيْ حبّها دونما سببْ و يقودنا إليها أيمانُنا الأعمىْ فتكونُ حاضرةً في كُلِّ غصّاتِ الحياةْ. .سوريّةْ، صلاتيْ

لا تأتيْ

و لما كانتْ جمهوريْ الوحيدْ صرتُ شاعرها. شاعرها الذي يكتبُ عنها ليصدّقْ انّه يوقفها عن الرحيلْ، و ليصدّق انهّا هناكْ… تتسلّلُ من أحدِ ابوابِ الكونْ – كلَّ ليلة – لتقرأ تخريفيْ عنها لساعاتْ و تهملنيْ بإبتسامةٍ حزينةْ. تشبهُ – لايكاً – ذهبيّة كبيرةْ، لا تأتيْ.