عِنْدَ ولادتيْ
لمْ يضيؤوا ليْ أيّ شئْ
لا بخور مُقَدَّس، لا أضواءَ ميلادْ
و لا شموعَ عطرٍ
لا عنبرْ ولا قِرفةْ ولا عشبٌ مُندّىْ
ولدتُ بالعدمْ
بلا طقوسَ سرّيةْ
ولدتُ ذكراً، تمامَ العُريّ
لا فراغَ حَملنيْ
لا اسماً أو هويّة
صرختُ البدايةْ، مُحتسياً شهقة الحياةْ الأولىْ
مُبشّراً بالولادةْ
بكيتْ وبكيتْ، ففرحوا بنرجسيّة
وليسَ مُصادفةً
سمُيتُ تيّمُناً بإلهٍ، لا اعبدهْ و لا يعبُدنيْ
كنتُ نِدّاً، ابيضْ القلبْ
فأهملتُ الكنائس و أجراسها
و أحببتُ المقابرْ و حرّاسها
لمْ أكُن طيّعْ الحركاتْ
ليْ لغةُ جسدٍ لا أحدٌ يفهمها، إِلَّا الكونْ
و ليْ فوضىً لحواسيْ واضحةٌ مرئيّةْ
فوضى، تتخبّط في انتقاءِ الوجوهْ
تتخبّط في الإنتماءْ
و لا شئ يروّضُها
لا حليبُ أُمٍ
لا رائحةْ أبْ
و لا طفلٌ آخرٌ، مُهملٌ بجانبيْ
لا يُبشّرُ بأيّ قيامةٍ
اسموهُ أخيْ، أُسمّيهِ الْيَومَ أرضيْ
و مُجبراً، مسلوبَ الخياراتْ
عانقتُ الحياةَ بمعادلاتها المُعقّدة
فكلُ تفاصيل الولادةِ، كانتْ ناقصةْ
لا ملائكة تزمّرْ
لا شياطينْ تبكيْ
لا آلهة تبتسمْ
و لا تلكَ الموسيقىْ، التي دمْدمُتها في جحرِ أُمِّي
فأهملتُ انعدامَ التفاصيلْ
حملقتُ بفراغِ العدمْ و ألوانهِ الباردة
روّضتُ شفتايَ، قَبْلَ قدمايْ
لأُتقنَ أولى الكلماتْ، بلسانٍ ابيضٍ صغير
طيّعٍ لكلِّ هذا الكونْ إلّايْ
أ..أ…أ….أنــ.. أنـ..ا، أنْــا
و أهملتُ كُلَّ ضمائرْ الرَفعْ
أهملتُ تسعةَ اشهرٍ من المخاضْ
أهملتُ دمعَ أبيْ و ابتسامةَ أخيْ
و حفرتُ عناوينيْ على جسديْ
لأشهدَ مُبتسماً، على حادثةَ إنفصاميْ
في ساعاتِها الاولى
و نقشتُ على يديْ
بحبرٍ ازرقٍ داكنْ، ترابيَّ الرائحةْ
:أولى قوانينَ الحياة
.أنا اللاّ شئ، أنا كُلّ شئْ