أفكار أكلها الليلْ

– صلاةْ
ما كُنتِ تقولينهُ ليْ، في ذاكْ السرير الصغيرْ،
كانَ أجملَ صلاةْ.

– آخر الليل
فيْ آخرْ الليلْ،
يُحصيْ الوحيدونْ لايكـْـاتهُمْ الخمْسةْ و ينامونْ – ساخِرينَ من الوحدةْ طبعاً –

-عناقْ
تعاليْ لنتعانقْ حتى كسرْ الضلوعْ
حتى تغمُرنيْ رائحةُ جسدكِ
و تغمُركِ وحدتيْ.

– إيمان 
كتلميذٍ أكلهُ الإيمانْ
ينتظرُ قيامةَ المسيحْ في يومهِ الثالثْ.
انتظرُ انا وجهكِ
ليأخذنيْ إلى البيتْ

– هدية
عوديْ لعشرةْ دقائقْ، عشرةْ دقائق فقطْ، و خديْ نصْف عمريْ هديّةْ.

– تعريفْ
الحبْ، مزيجْ منْ الإنفصامْ و الإنفصامْ و الكثيرْ الكثيرْ مِن القلقْ

– يوما ما
يوما ما سنخترعْ العالمْ من جديدْ
بلا خطايا أو آلهةْ.
سنخُفق من جديدْ، و نندمْ.

– ظلّيْ
ظلّيْ إمرأةٌ ضائعةْ
احرسهُ في ليلِ وحدتيْ
و أهربُ منه في الشمسْ.

– كتابْ
استبدلتنيْ بكتابْ، فكلانا يُتقنُ فنّٓ الكلامْ،
كلانا كاذبْ، ولنا شغفٌ للنهايةْ.

-عن إمرأة
عَنْ امرأةٍ أكلتها الوحدةْ،
تجلسُ بينَ جدرانِ كونِها،
تنثرُ بخورَ روحِها،
و لا تنتظرُ أحداً.

– ضاعتْ
أضعتُكِ مرّتينْ
في كونينْ مُختلفينْ
في وجهينْ و زمنينْ،
البارحةْ، و يومَ ألقاكِ مُجدداً

– كمْ
كم هو دافئٌ خيالُ وجهكِ فيْ وحدتيْ،
يالَ جمالكِ و غبائيْ.

– تعالي
لا أحدَ لديّ لأخبرهُ عنكِ،
فتعاليْ إذاً لأُخبركِ عنّكِ.

– إدمان
كالمُدمنْ العنيدْ، أخشىْ الشفاءَ منكِ.

– هيْ
هيَ، الوحيدةْ في هذا الكونْ العصيبْ، الّتي تقرأ تخريفيْ لساعاتْ،
ولا تندمْ على عُمرِها الضّائعْ.
هيْ لمْ تأتيْ بعد.

– نظير الحبْ
الحبْ كما الحربْ،
لا نعلم كيف يبدأ و لا كيف سينتهيْ،
ولكن نعلمْ بالنهاية أنّ الكُلَّ خاسرْالحبْ.

شعراء –
الى هذا الحدْ يتأنّى الشعراءْ
حتى تتساقطَ خيباتهمْ في أطباقهمْ
يحصُونها بخجلْ
و يرحلونْ من اصغرِ ابوابِ الكونْ

الحياة –
فيْ تفاصيلْ الحياةْ الباهتةْ
لَمْ أحلمْ و لَمْ يحتضنيْ سريرَ المزركشْ في لياليْ الحربْ الباردةْ
لَمْ تحتضنّيْ أُمِّي او سقفها
و لا عيناكِ و لا مجدُها، ولا مدينتيْ ولا ترابها و لا مطرُها على طريقِ البيتْ بين الكلماتْ
لم تحتضنّيْ المقابرْ و لا ألهتُها
لم يحتضنّي حارسُ المقهىْ، ولم نتجادلْ عَنْ القهوة و رائحةِ القهوةْ
و مرارتها، وَلَمْ اغادر المقهى باسماً
و لَمْ أحييْ أصدقائي بلُغتيْ و لَمْ و لَمْ و لَنْ
فأنا في منفى كئيبْ، يدعونهُ وطنْ مؤقّتْ
.أدعوهُ لا شئ فقط لا شئْ

– الخطيئةْ
الخطيئة الأولىْ، ارتكبها الله
و كانتْ الإنسانْ.
ولمّا كانتْ بألفِ خطيئة، وصلنا لهونْ.

 – إجتهاد
أراقبُ الكونْ، الراحلونْ عنهُ، النائمونْ و المنتظرونْ.
و أجتهدُ فيْ إقناعِ نفسيْ، أنّيْ لا أنتظرُكِ.

– صمتْ
صامتةٌ، تسْحرُها الكلماتْ المنُحدرةْ.
تلقيْ عليّ صمتها و تمضيْ،
فيتداخلُ حضورُها فيْ مسامِ جلديْ.

– الحب
الحبُ كالله.
نؤمنُ بهِ، لكنهُ غيرُ موجود.

– موسيقى
موسيقىْ مِنْ صُنعْ الآلهةْ، مجهولةْ المصدرْ
ز
يادْ يصرخُ بالقمحْ، ليردَ درويشْ ساخراً، على هذِهِ الأرضْ لا شئ يستحقُ الحياة،
و خليفةْ مُترردْ في حمامٍ يطيرُ و يحطْ
وأنا أتأملهمْ يتشاجرونْ، يسخرونْ، يتنافسونْ، و يهملونَ غيابكِ.
موسيقىْ تخيليّةْ -ضروريّة- حُبْ للناصرْ

– تعاليْ
تعاليْ لأُحدّثكِ عنْكِ

– صمتْ 2 
صامتانْ، لا أحدٌ يكتبُ الآخرْ
وَلكنْ ماذا عن ضجيجْ الخلايا.

– تأملاتْ
أتأمّلُكِ تتأملينَهُ، تتأملينيْ أتأمّلُها
وفي لقاءِ تأمُّلاتنا، تبتسمينَ مودِّعةْ.

– عقاب
جالسةٌ هيْ،
بأمرٍ من الخالقْ،
خائفةْ، وحيدةْ، آملةْ،
معاقبةٌ كطفلةٍ صغيرةْ،
تحيكُ أحلامها،
لتلبسِها ثوباً مُتمرّداً،
يُشعرها بلذّةِ الإطمئنانْ.
تطفو في صمتِ أحزانها، ويعلو صُراخها،
فوقيْ، فَوْقَ السماء،
فوقٓ جُهنّمْ، فوقٓ الرحمنْ.
عقابُها الحبْ، عِقابيْ الحرمانْ.

– المقهى
في بقعةٍ صغيرةْ – منْ هذا الكونْ المريضْ- خانها الأملْ، واعتزلتْها الذكرياتْ
أ
بحثْ و أبحثْ، بشغفٍ يائسْ، لأسرقْ عشرة دقائقْ من وطنيْ، وعشرةً أُخرى منكِ و القهوةْ بينْ يديكِ،
في مقهىً صغيرْ، يُطلُّ على باحةِ ذكرياتْ، باحةَ احلامٍ صغيرةْ، تُعيدُ في تفاصيلها المعنى للحياةْ -أو حتّى الحياةْ-

القهوةْ، الدقائقْ العشرينْ، أنتِ، الكونْ المريضْ، وأنا،
كلماتٌ فقدتْ روائحها.

– نسيانْ
إذنْ، أنا أنسىْ
هي
 تنسىْ، و نحنُ ننسى
فيما
 نتقاسمُ جميعاً نعمة النسيانْ، أجلُسُ مُتسائِلاً على مشارف كلِّ صباحْ
أ
ما آنَ للكلماتِ عنك أن تنتهي!
و
أنتِ، أنتِ التي هي أنا، مفقودةٌ في بقايا وطن..
تلملمين ما تبقّى من رائحتي، ثيابي المبعثرة، فَطُورَ الصباحْ، موسيقايَ، كلماتي، وما تبقّى من أملْ.
تبحثين عن الحقيقةٍ، ومعانٍ مختلفة لها،
تتضرعينْ لبقايا آلهة.. لتكسِر لعنة حُبٍ لطالما غيرَكِ،
غيّرَ ظِلالكِ ،أحلامكِ ،كُتبكِ ،فنجانكِ ،موسيقاكِ ، وجهكِ الصغير ،وأملَكِ.
غيّرَ 
قِصصَ أصابعكِ العشرةْ…
غيّرَ
أسرارها،وما يُحكى عنها، لألفِ ليلةٍ و ليلةْ.
خذينيْ  إليكِ لأعرف لكِ أرضاً.
أنتميْ 
 لتلك الأرض, أسميها وطناً.
خذينيْ
 إليكِ..لأغرق ليلَ -وطننا- بما تبقى من سوادٍ أسفلَ عينيكِ.
ننام ليلاً
على همسِ قصصكِ، وما ترويهِ عن ضِفدَعكِ المُشرَّدْ.
خذينيْ إليكِ، بعيداً عن وطنٍ بات سُكانهُ أشباحاً، يقتاتون فيه على خوف بعضهمْ.

خُذيني إليكِ
لنُضيئ ظلامَ وطنْ.
نحنُ من تركَهُ للعَتمةْ
خُذيني.

– مسافات 
المسافةْ بين شِعريْ المُبتذلْ و وجُهكِ، ٨٦ ليلةْ و ٣٣ عاماً من الأرقْ.

– أيقونة
و أنتِ حزينةٌ بما يكفيْ للوحيْ،
حزينةٌ كأيقونةْ -نُعبدها- ولا نعلمْ ماذا نَعْبُد.
قدسيتها أمْ حُزنها.

– حرب
هكذا و دائماً، عندما نقع في حبِ أحدْ، نقعُ في الحربْ مع ذاتنا.

– مسافات 2
المسافةْ بينَ انتظاريْ و غيابكِ، ٤ دقائقْ و ٤٦ ثانيةْ و ٣٣ عاماً من الموسيقا.

– لو
لَوْ كُنتُ أدركْ، انكْ ستعودينْ،
لمّا روّضتُ جنونيْ على غيابكْ.

موسيقى تخيّليةْ حتميّةْ، الله الأنثى – ليتكِ لمْ

– أم
عندما فكّرْ الله
كانْ حُضنُ الأمْ،
ولمّا كانتْ اجمل افكارهْ
وُجدَ السلامْ فيْ هذا الكونْ العصيبْ.

– لو 2
لو كُنتِ اقلّ حُزناً
لكانٓ كُلٓ شئٍ اسهلٓ عليْ
أنتِ غائبة
وأنا احملقُ بفراغكِ الدافئ
ألعنُ العالمْ، و ألعنُ غيابكِ
ولا أكتبُ شيئاً.

– أرشيف 
أغمضْ عينيكْ.
استسلمْ.
استحضرْ ارشيف حياتكْ:
البلادْ المُحاصرةْ، الوجوه، الروائحْ، زلّات اللسانْ،
خياناتكَ الكُبرى، رائحةَ امّك، يأس أبيكْ،
استحضرْ طريقتها في الابتسامْ، عنُقَها، تفاصيلَ يديها.
استسلمْ اكثرْ
ضع يديكَ في حزنِ قلبكَ، واضغطْ.
وراقبْ عُمركَ و هو يضيعْ.

– قبل الربيع 
و نَحْنُ لا نريدُ شيئاً…
لا نريد السلامْ،
و لا نريد الرصاصْ
لا نريدُ الشجاعةْ،
و لا نريد ثلاجاتِ حفظ الموتى.
لا نريدُ بلاد الله الضيّقةْ،
و لا نريدُ ارضنا.
لا نريدُ شفقةَ أبانا الحزينْ،
ولا نريدُ غضبهُ.
نُريد فقط أن نحلمْ
بأنّ الزمنْ توقف هناكْ… قبل الربيعْ.

– في عالم موازيْ
سأعيدُ تاريخيْ ذاتهُ، و احلاميْ ذاتها
سأحبُّ ما أحببتْ و سأُبقيْ على ذاتْ الغرورْ
سأمارسُ ذاتَ الخطايا، ذات الكذبْ
سأعشقُ فيروزْ بذاتْ الشغفْ، و سأقرأ أهل التابوتْ سبعَ مرّاتٍ أُخر
و سوفَ أحبّكِ من جديدْ و أضيّعكِ من جديدْ
وأندمْ.

– تعال يا الله 
تعالَ يالله… تعالَ لنتبادلَ الأدوارَ قليلاً
تعالَ كطفلٍ في الرابعةْ، يحملَ الماء وحيداً كلَّ يوم
تعالَ لتقفَ ثلاثةَ أيامٍ للخبزْ الذي وعدتَ، بلا جدوى
تعالَ لتُحصي القذائف في الليلْ، بدلَ النجومْ
تعالَ و ادفنْ أحدَ أولادكَ في كُلِّ مساءْ، مُبتسماً لغدٍ آخرْ
تعالَ لنتعشى سويةً، رملاً و دُخانْ
تعالَ لتختبرَ يأس الحربْ و صبرها
ألا جئتَ يا الله !!؟
لتبكيْ وحيداً و لا أحدَ يسمعْ.

– متى ينتهي الرحيل
ماذا يفعلُ الله في الليلْ !؟
الى مِنْ يُصلّيْ !؟
من اخترعَ الخوفْ !؟
لماذا ينامُ الحمامُ وحيداً !؟
بماذا يحلُم صانعي القبورْ !؟
كيفَ يقضي الموتى أوقاتهمْ !؟
ماذا يفعلُ الحرّاس، في مثلِ هذا الوقتْ !؟
لماذا لا تنامُ الأمهاتْ !؟
من يقبّلُ الوحيدينَ، قبل أن يغادروا البيتْ !؟
متى ينتهيْ الرحيلْ !؟
و أنتِ، لما كُلُّ هذا الحزنْ !؟
هل ستأتينْ !؟
متى تنتهيْ الحربْ !؟

– العيد 
بعشيّة العيدْ المُقدسْ، أنا بعيدْ عنْ مدينتي ثلاثة ألاف و مئتيْ كيلومترْ
قلبيْ ثلاثة ألاف و مئتيْ قطعة  و ثلاثة ألاف و مئتيْ حلمٌ ضائع
ثلاثة ألاف و مئتيْ خيبةْ أملْ و ثلاثة ألاف و مئتيْ ضوءعلى شجرةْ
و ثلاثة ألاف و مئتيْ أُمنية مخبّئة و ثلاثة ألاف و مئتيْ أملْ بالعودة،
صلواتْ عشوائيةْ، موسيقا و ثلاثة ألاف و مئتيْ فنجانْ قهوةْ
بعشيّة العيدْ ثلاثة ألاف و مئتيْ روحْ ضائعة متليْ، تبحث عن المدينةْ،
أو أكترْ.